آراء صحفية في عرض إليك أعود

وجوه

Active member
بحضور الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة ..عرض «إليك أعود» على مسرح قطر الوطني لمسة وفاء للشعب الفلسطيني| تاريخ النشر:يوم الجمعة ,4 مايُو 2007 1:43 أ.م.



محمد فوراتي :
بحضور سعادة مبارك بن ناصر آل خليفة الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والتراث قدم مساء أمس نخبة من الفنانين والممثلين العرب المسرحية التعبيرية الغنائية «إليك أعود» على خشبة مسرح قطر الوطني في نسخة عربية الهوى فلسطينية الحلم. وقد تابع العرض الشيق والمؤثر الشيخ حمد بن أحمد بن خالد آل ثاني وعدد من المسؤولين وسفراء الدول العربية، وثلة من المثقفين والشعراء والصحفيين، كما نقل على الجزيرة (مباشر) حيث تابعه ملايين العرب.

وتعتبر «إليك أعود» خلاصة عمل عربي مشترك أشرف عليه الفنان البحريني خالد الشيخ، بمشاركة عربية واسعة من فناني الموسيقى والمسرح والآداء، حيث أبدع الفنان التونسي لطفي بوشناق والفنانة هالة الصباغ من سوريا والفنان القطري فهد الكبيسي في تأدية القصيدة الرائعة للشاعر الفلسطيني محمود حامد «أروع العشق ما تلاه اعتذار». كما أبدع الممثلون فتحي عبد الوهاب من مصر، والفنانة نادرة عمران من الأردن، والفنان عبد الرحمن أبو القاسم من سوريا في تأدية مشاهد درامية وحزينة تذكر يافا والقدس وجنين وغزة والتراب الفلسطيني الذي دنسه بنو صهيون. وبين حقائب السفر، وغبار الطريق، وخيانة الصديق، وشتات في كل العالم دارت القصة. قصة شعب مازال بعد مرور أكثر من نصف قرن يحلم بالعودة إلى الوطن، ويحلم بنسمة حرية طال انتظارها.

وتخلل العرض المتكامل مشاهد تمثيلية ولقطات سينمائية ولوحات راقصة تدور كلها حول شخصية يافا التي سلبها الاحتلال الغاشم. وبصورة مغرقة في الألم والمعاناة قدمت المسرحية حالة الشتات الفلسطيني منذ نُكب العرب بقيام دولة إسرائيل وتحت وقع صيحات «أنا يافا» وصور محمد الدرة وأطفال فلسطين وهم يدافعون عن كرامتهم بالحجارة، والجرافات الإسرائيلية وهي تقتلع شجر الزيتون غاصت المسرحية في عمق الجرح العربي حيث مازال جدار الفصل العنصري وعمليات الاغتيال تحصد المئات من الشهداء الأبرار.

عرض متكامل فنيا حيث جمع خلال ساعة المسرح والغناء والتمثيل والرقص والسينما، في إبداع عربي نادر أثبت مرة أخرى أن الشراكات الفنية العربية مازالت ممكنة في زمن القحط والتصحر والهزيمة.
وقد تفاعل الجمهور القطري والعربي الذي تابع العرض مصفقا مع كل مشهد وهو يتذكر فصول القضية الفلسطينية، معبرين عن شكرهم وامتنانهم لدولة قطر الحبيبة التي دعمت واستضافت واحتضنت هذا العمل الفني الكبير ليبقى شاهدا على جرائمهم وعلى تخاذلنا أمام قضية العرب الاولى والمركزية قضية شعب فلسطين المسلوب من حريته، ومن أرضه، ومن كرامته، ومن مقدساته.
 
أعلى