أسئلة التطرف - ما رأيكم؟

الرويعي

New member
.. وما دام الحديث العام يخاطب نزعة التطرف، فلنبدأ من حيث انتهوا.
لا يهمني أبداً كيف نشأة حالة التطرف والغلو التي تعاني منها الدول العربية – وهذا لا يعني أن هذه الحالة يتصدرها بإمتياز العرق العربي أو المسلم -التي عانت وتعاني الآن أكثر من ذي قبل.. ولم يكن ذلك فحسب.. بل أنها تواجه أخطر مرحلة في تاريخها بمعنى أن (الداخل لا يسعني ولا الخارج أيضا). أقول: أن الحديث في النشأة لا يهمني لأنه حديث معروف ولا يستدعي التكرار ولأن الخوض فيه سيعري المجتمع من كل قيمه، وما دام الحال كذلك فأنا لست على أهبة الاستعداد لمناقشة تلك التفاصيل ويبقى أن أهل مكة أدرى بشعابها ويبدو أن اهل مكة استبدلو شعابها وصاروا يكنسون ما تفاقم من أمور تحت سجادتهم النظيفة.
ما يخطر ببالي الآن هو أن مسألة مهمة كانت تغيب وتغيب عن أذهان الجميع ممن يعنيهم شأن الفن عموما كانوا ممارسين أو مسئولين ألا وهي أهمية الفنون في معالجة مثل هذه النوبات المجتمعية التي مرت بها البشرية قاطبة، ولا أقصد هنا بأهمية الفن في خطابه ومحاكاته للناس، بل في المفهوم الحقيقي لمعنى الفن ألا وهو مفهوم الجماعة وبناء الفريق في الفنون الجماعية كالسينما والمسرح وبعض الفنون الآخرى، أو بمعنى أدق الفنون التي تقوم على أساس الفريق، التدريبات وحالة التماهي في الشخصية وتشريحها في السينما أو المسرح مثلاً.. الممثل الحقيقي يعادل ألف طبيب نفسي.. أو هكذا يخيل لي.. لأنه قادر على رؤية وتشخيص ما لا يستطيع أي شخص رؤيته، لذلك أجد أن فنون الأداء وحدها القادرة من بين الفنون واللقاءات المجتمعية على تذويب مثل هذه الافرازات، والفن في تكوينه مهيئ لإلغاء مثل هذه الحالات، إنه يقوم على التكوين العام للفريق بما يستقيم وتوجهاته واختلافاته ويكون بذلك البقاء للمعنى الانساني الذي فطرالله عليه الناس، ولأن الفن حالة جماعية تذوب في ثناياه جميع أصول التفرقة وتذوب في داخله جميع ألوان التعصب والتحزب، إنه تجربة إنسانية تحاكي الإنسان وأساسها الإنسان.
لذلك نرى أن حالات الفنون الجماعية في المسرح أو السينما بشكل خاص تتمتع بثقافات وعادات مختلفة تماما كما يحويها الواقع، وعليه فإن الفن الجماعي يساهم في تذويب بوادر التطرف لأنه مبنى على مبدأ احترام الآخر وتقبله، وهذا الفن هو وحده من أغفلته المجتمعات العربية وراحت تردد الشعارات بحثاً عن مكاسب سياسية لا طائل من ورائها ونسيت أن الفرد هو قوام ذلك حتى استحال إلى سراب يحسبه الضمأن ماء.
فما رأيكم أنتم
 
رد: أسئلة التطرف - ما رأيكم؟

الرويعي لم تدع لي كلمه اقولها فكلما فكره في شيء وجدتك تطرحه وتقوله .. فسمح لي ان اكون صامته وسعيده برايك .. وهذا لانك فنان حقيقي .. تحياتي لك :)
 
أعلى