الفنان حسام : ظلمنا الجميري وخالد الشيخ
- بادئ الموضوع وجوه
- تاريخ البدء
رد: الفنان حسام : ظلمنا الجميري وخالد الشيخ
اعضاء اللجان.. لا يتذوقون المضروبة بالربيان!! كلمات لم يطلقها - كما يبدو من معانيها جرسون مطعم بل خرجت في اسى وتوجع من فم فنان بحوار معه حول الاغنية المحلية، وذلك الابتعاد الذي اخذ الى عوالم المجهول والنسيان اسماء لامعة من اهل الطرب.. وجعلهم يواجهون خطر الانقراض على طريقة الديناصورات!! وعلى صورة النسر الامريكي الاصلع الذي امتلك السماء - يوماً - ليتحول في السنوات الاخيرة الى مجرد »حكاية تاريخية« وتمثال متحفي؟!! ان لم نقل الى »صورة ارشيفية منسية«!
يقول الفنان المعروف حسام احمد: تسألني - يا صديقي - عن اسباب غيابي من الساحة الفنية، اجيبك: ذلك لا يعود الى اعلاني لاضراب عام ومفتوح عن ممارستي للغناء، ولا لانني فرضت على نفسي عزلة عن العالم في غابة افريقية! بل ان الامر كله في هذا الاختفاء يرتبط (بلجان التقييم) الخاصة التي يناط بها الاشراف على الانشطة الفنية المصاحبة لفعاليات الاحتفالات بالمناسبات الوطنية، فاعضاء هذه اللجان - كما يبدو - لا يتذوقون (المضروبة بالربيان)، وانا كفنان لا احضر اغنياتي الا من وحي مذاق هذه الاكلة!! لذا كثيرا ما يلقى جزء من الاغنيات (اغنياتي) في سلة المهملات حين اتقدم بها الى هذا المهرجان او ذاك، رغم ان رائحتها الزكية - حسب اقوال الكثيرين - (تبط النافوخ) وتسيل اللعاب! بالكيلو، وثلاثة ارباع الكيلو!
انا غائب - ياصديقي - ليس لعجز فني، بل لتصادم وتعاكس »الاذواق« بين ما أطبخه، وبين (الطعم) المرغوب من قبل اعضاء اللجان المذكورة، وانا بصراحة لن اغير طريقة (الطهي الفني) الخاصة بي! لانه (فانتستك) .
مشروعات ضبابية
* الفنان حسام احمد، هل من رأي لكم في الجهود الحالية المبذولة لتطوير الاغنية البحرينية؟
** هذا سؤال بحاجة الى ثلاث اجابات، على قدر كبير من الاهمية، الاولى: نقدر ايما تقدير المساعي المخلصة المبذولة لتطوير اغنيتنا المحلية، ونحن نقرأ في الصحف بين فينة واخرى اخبارا بهذا المعنى، ومثل هذه الاخبار - قطعا - تسعدنا وتسرنا، فمن هو الذي لا يريد ان يتحقق انجاز ما لبلده؟!
لكن امام ضبابية (مشروعات) التطوير المطروحة، وعدم وضوح معالمها وتفاصيلها - في اغلب الحالات - من حقنا - نحن الغيورين - على فننا ان نتساءل، عن مدى جدية هذه المشروعات، وما هي حدود حجم الانجاز (انجاز الهدف) الذي حققته منذ اطلاقها - لاول مرة - وحتى الآن؟ وهل هي فاعلة بالمقاييس والمعايير العلمية؟
اطالبك كما اطالب غيرك من المتابعين والمهتمين بتفسيرات واضحة (وليس غامضة) او (تعميمية) لتساؤلاتي هذه (»وهي تساؤلات بطبيعة الحال - مشروعة«.
الجواب الثاني: تسألني ـ رأيا في الجهود المبذولة لتطوير الاغنية المحلية، وتتحدث عن لقاءات واجتماعات تعقد لهذه الغاية اعلمك - ويؤسفني - اعلامك ذلك ان هذه الاجتماعات تماماً مثل (بيضة الديك) نسمع بها دون ان نراها! اذا كانت هذه الاجتماعات جزءا من جهود التطوير المذكورة، فكيف يمكن ان يتاح لي شرف المساهمة في هذه الجهود، وانا لم اكن في يوم من الايام من بين المدعوين الى (لقاء فني رسمي)! وهذه حالة تنسحب على عدد كبير من الفنانين، وخصوصا على الكبار والمؤثرين منهم!.
عفواً انا لا اطالب - ابداً - بأن ترسل لي (بطاقات دعوة) للمشاركة في لقاءات تطوير الاغنية المحلية، اتركوني، اتركوا شخصي فلربما لا افيد - ولكن أليس من المصلحة ان لا نحرم انفسنا من فرصة وامكانية الاستفادة من (رأي فني) لمطرب كبير مثل محمد علي عبدالله، اذن لماذا لا ندعوه وندعو امثاله الى مثل هذه اللقاءات؟
وكي اكون منصفا، وغير متجنٍ على احد اشير - هنا - الى انني لم اسمع من قبل بمثل عقد اجتماعات رسمية لتطوير الاغنية المحلية، الآن سمعت بها منك، وفي كل الاحوال اتمناها حين تنظم مستقبلاً ان لا ينسى، ان يشارك في فعالياتها اصحاب الآراء السديدة والثقيلة.
الجواب الثالث: تريد ان تعرف رأيي في كيفية التطوير (تطوير الاغنية المحلية) اقول التطوير او مساعي التطوير يجب ان ترتبط بالمغني، وليس بالاغنية.
أرض مكناس
* ان ترتبط »مساعي التطوير« بالمغني لا بالاغنية. ماذا تقصد بهذا التعبير؟
** اقصد بهذا التعبير، وباختصار شديد جداً، وفي كلمات قليلة: ان (رأس الحربة) في قيادة الفن نحو النجاح والبروز هو الفنان ذاته، وليس اي شيء آخر، وفي ضوء هذه الحقيقة اقول اذا ما اردنا النهوض بالاغنية المحلية علينا بدعم الفنان (شخصيا) ليتجاوز كل معوقاته الذاتية، وعندما نجعل هذا الفنان (قوياً)، عندئذ ستتغلب هذه الاغنية على كافة مشاكلها بصورة تلقائية واوتوماتيكية. لا يمكن ان يجر العربة حصان مريض! ومن الصعب ان تسير السفينة بأشرعة مثقوبة! وليس بمقدور الحصان ان يقفز الحواجز دون ساق قوية!
اذا كان الفنان منهكاً تعباً ويائساً، واذا ما تركناه على هذه الحالة البائسة، فلن يكتب لجهود تطوير الاغنية اي نجاح، لان هذا النجاح لا يأتي عن طريق (الاكثار في اقامة الحفلات)! ولا عبر شراء (الكلمات) و(الالحان) بالشيكات ذات الارصدة الثقيلة!
* دعم الفنان المحلي أمر مطلوب، ولكن (خلجنة الاغنية) هدف سعت اليه (لجان التطوير) وبكل اخلاص وتفان، أليس ذلك عمل ايجابي يحسب لها؟
** للأسف هناك خلط في اذهان الكثيرين بين هوية الاغنية، وواقع الاغنية وهذان امران مختلفان تماماً وليس بينهما اية صلة! ازاءهما اقول ومنذ البداية - يجب ان نحدد موقفاً: اذا اردنا ان نناقش (هوية الاغنية) فهذه القضية بحاجة الى (جلسة خاصة) تطرق موضوعات الالحان والكلمات والموسيقى، وما شابهها، اما اذا اردنا مناقشة (واقع الاغنية) (جودة الاغنية) فهذا موضوع آخر بحاجة - هو الآخر - الى (جلسة خاصة) ينبغي ان تناقش، بل يتعين ان تقصر مناقشاتها على (ظروف الفنان) لانه، وكما ذكرت آنفاً (رأس الحربة) في اي عملية تطوير للاغنية.
على اية حال - وبالعودة الى لب سؤالك - ارى - شخصياً - ان (هوية الاغنية) لا تحدد - واقولها مجازاً - باللحن او الكلمات، بل بالفنان المؤدي لها، اقول ذلك استنادا الى حقيقة معينة، وهي ان اعدادا كبيرة من اغنياتنا الشهيرة (ذات الكلمات المصرية والمغربية والشامية) انتشرت في عرض وطول الوطن العربي بأعمال خليجية، وليس (على اساس جنسية كلماتها).
هذه حالة لمستها بنفسي في بلد مثل المغرب، فحين صعدت الى سيارة اجرة - في احدى سفراتي الى هذا البلد - فوجئت بترحاب شديد من قبل السائق، كل ذلك بفضل اغنية الفنان الكبير احمد الجميري، (شويخ من ارض مكناس)، فهذه الاغنية - حسب السائق - اوصلت الفن البحريني الى اقاصي غرب الوطن العربي رغم ان كلماتها ليست محلية.
اذا كنا نريد مستقبلاً مشرقاً وموفقاً للاغنية البحرينية علينا ان نربط هويتها بالفنان المحلي ذاته، وليس بلحن او كلمات، فحين نهيئ هذا الفنان على صورة سليمة، وعندما يغني - على سبيل المثال - بكلمات (موريتانية)، فانه - حتما - سيصل بفننا الى اهالي نواكشوط، وهذا مكسب غال ونفيس بالنسبة لنا.
السوق
* تؤسس لجان في بعض المناسبات للاشراف على (حفلات غنائية) ما رأيك في هذه اللجان؟
** في الوقت الذي اتطلع فيه صادقاً مخلصاً لان تؤدي هذه اللجان عملاً ناجحاً سيما اذا كانت مرتبطة باحياء ذكرى عزيزة على قلوبنا مثل ذكرى الاستقلال (العيد الوطني المجيد) اتمنى على هذه اللجان الابتعاد كل البعد عن (الاختيار العشوائي) لمجموعة المطربين المرشحين للمشاركة في هذه الفعالية او تلك (خصوصاً فعاليات العيد الوطني)، وعليها ان تعتمد في عمليات الترشيح والاختيار (معايير ومقاييس السوق)، اقصد بذلك - اذا كان لهذا الفنان اسم شهير معروف في السوق، فيجب ان يعتمد ذلك (كشهادة) تؤهله للمشاركة والعكس صحيح تماماً.
ماذا يحدث بخصوص هذه العملية الآن؟ اقولها بصراحة تامة: اللجان المشرفة على هذه الحفلات والفعاليات تستدعي لاحيائها عدداً هائلاً من الفنانين، دون انتقاد ترتكز على مقاييس علمية، والنتيجة؟ (ليالي فنية) ضعيفة لا تتناسب مع عظمة عيدنا الوطني المجيد.
شخصياً اقترح ان يقصر احياء حفلات العيد الوطني المجيد على الفنانين الكبار - اصحاب الصيت والشهرة - الى جانب مجموعة من الفنانين المبتدئين والشباب المعروفين فهذه مناسبة عزيزة وغالية لا ينبغي ان نتعامل معها بطريقة غير مناسبة.
كما اسجل ايضاً رأياً سلبياً في هذه اللجان فهي في عملية اختيار - الاغاني - كانت ولا تزال اسيرة (اذواق) و(ميول) اعضائها وهذا خطأ، فلربما لا يعجبك انت هذا اللون من الغناء، لكنه - قطعاً - يروق لغيرك، فاذا كنت لا تتلذذ بأكل (المضروبة على الربيان) غيرك سيتناولها - وبشراهة - حتى يسقط مغشياً عليه وكأنه (مطقوق) على رأسه بمطرقة!! ثقيلة ارجو واتمنى على الاساتذة الاجلاء اعضاء اللجان المذكورة ان يعوا هذه الحقيقة تماما، حتى لا يرتكبوا خطأ القاء اغنية في سلة المهملات وهي قد تكون مطلوبة (استهلاكياً) لعشرات الالوف من شعب البحرين.
الى جانب ذلك، لي ملاحظتان اثنتان على حفلات العيد الوطني المجيد - تحديداً - الاولى تتمثل في اشتراك اغان عاطفية في هذه الحفلات، وحبذا لو تقصر المشاركات على الاغاني الوطنية نظرا لطبيعة المناسبة، الثانية: نتطلع - نحن الفنانين - لان تتاح لنا فرصة تأدية الاغاني الوطنية على مدار العام، وليس في (ايام قلائل منه) فمملكة البحرين وطننا الحبيب والعزيز والغالي يستحق منا ان نغني له دائماً وابداً.
* هل لكم من كلمة اخيرة؟
** جهود تطوير الاغنية البحرينية لن تكتمل، ولن تصل الى اهدافها، ولن تسجل اي نجاح، اذا لم نعط اهتماما خاصا للفنانين البحرينيين الرواد - اصحاب الشهرة - امثال احمد الجميري، وخالد الشيخ، وهذا ما لم نفعله - وللاسف - حتى الآن، والنتيجة حرمان الجمهور من الاستمتاع بابداعات جديدة ومتواصلة - بشكل دائم - لهما.
لقد ظلمنا احمد الجميري وخالد الشيخ.
آخر تحديث للمقال في: 23-12-2004
اعضاء اللجان.. لا يتذوقون المضروبة بالربيان!! كلمات لم يطلقها - كما يبدو من معانيها جرسون مطعم بل خرجت في اسى وتوجع من فم فنان بحوار معه حول الاغنية المحلية، وذلك الابتعاد الذي اخذ الى عوالم المجهول والنسيان اسماء لامعة من اهل الطرب.. وجعلهم يواجهون خطر الانقراض على طريقة الديناصورات!! وعلى صورة النسر الامريكي الاصلع الذي امتلك السماء - يوماً - ليتحول في السنوات الاخيرة الى مجرد »حكاية تاريخية« وتمثال متحفي؟!! ان لم نقل الى »صورة ارشيفية منسية«!
يقول الفنان المعروف حسام احمد: تسألني - يا صديقي - عن اسباب غيابي من الساحة الفنية، اجيبك: ذلك لا يعود الى اعلاني لاضراب عام ومفتوح عن ممارستي للغناء، ولا لانني فرضت على نفسي عزلة عن العالم في غابة افريقية! بل ان الامر كله في هذا الاختفاء يرتبط (بلجان التقييم) الخاصة التي يناط بها الاشراف على الانشطة الفنية المصاحبة لفعاليات الاحتفالات بالمناسبات الوطنية، فاعضاء هذه اللجان - كما يبدو - لا يتذوقون (المضروبة بالربيان)، وانا كفنان لا احضر اغنياتي الا من وحي مذاق هذه الاكلة!! لذا كثيرا ما يلقى جزء من الاغنيات (اغنياتي) في سلة المهملات حين اتقدم بها الى هذا المهرجان او ذاك، رغم ان رائحتها الزكية - حسب اقوال الكثيرين - (تبط النافوخ) وتسيل اللعاب! بالكيلو، وثلاثة ارباع الكيلو!
انا غائب - ياصديقي - ليس لعجز فني، بل لتصادم وتعاكس »الاذواق« بين ما أطبخه، وبين (الطعم) المرغوب من قبل اعضاء اللجان المذكورة، وانا بصراحة لن اغير طريقة (الطهي الفني) الخاصة بي! لانه (فانتستك) .
مشروعات ضبابية
* الفنان حسام احمد، هل من رأي لكم في الجهود الحالية المبذولة لتطوير الاغنية البحرينية؟
** هذا سؤال بحاجة الى ثلاث اجابات، على قدر كبير من الاهمية، الاولى: نقدر ايما تقدير المساعي المخلصة المبذولة لتطوير اغنيتنا المحلية، ونحن نقرأ في الصحف بين فينة واخرى اخبارا بهذا المعنى، ومثل هذه الاخبار - قطعا - تسعدنا وتسرنا، فمن هو الذي لا يريد ان يتحقق انجاز ما لبلده؟!
لكن امام ضبابية (مشروعات) التطوير المطروحة، وعدم وضوح معالمها وتفاصيلها - في اغلب الحالات - من حقنا - نحن الغيورين - على فننا ان نتساءل، عن مدى جدية هذه المشروعات، وما هي حدود حجم الانجاز (انجاز الهدف) الذي حققته منذ اطلاقها - لاول مرة - وحتى الآن؟ وهل هي فاعلة بالمقاييس والمعايير العلمية؟
اطالبك كما اطالب غيرك من المتابعين والمهتمين بتفسيرات واضحة (وليس غامضة) او (تعميمية) لتساؤلاتي هذه (»وهي تساؤلات بطبيعة الحال - مشروعة«.
الجواب الثاني: تسألني ـ رأيا في الجهود المبذولة لتطوير الاغنية المحلية، وتتحدث عن لقاءات واجتماعات تعقد لهذه الغاية اعلمك - ويؤسفني - اعلامك ذلك ان هذه الاجتماعات تماماً مثل (بيضة الديك) نسمع بها دون ان نراها! اذا كانت هذه الاجتماعات جزءا من جهود التطوير المذكورة، فكيف يمكن ان يتاح لي شرف المساهمة في هذه الجهود، وانا لم اكن في يوم من الايام من بين المدعوين الى (لقاء فني رسمي)! وهذه حالة تنسحب على عدد كبير من الفنانين، وخصوصا على الكبار والمؤثرين منهم!.
عفواً انا لا اطالب - ابداً - بأن ترسل لي (بطاقات دعوة) للمشاركة في لقاءات تطوير الاغنية المحلية، اتركوني، اتركوا شخصي فلربما لا افيد - ولكن أليس من المصلحة ان لا نحرم انفسنا من فرصة وامكانية الاستفادة من (رأي فني) لمطرب كبير مثل محمد علي عبدالله، اذن لماذا لا ندعوه وندعو امثاله الى مثل هذه اللقاءات؟
وكي اكون منصفا، وغير متجنٍ على احد اشير - هنا - الى انني لم اسمع من قبل بمثل عقد اجتماعات رسمية لتطوير الاغنية المحلية، الآن سمعت بها منك، وفي كل الاحوال اتمناها حين تنظم مستقبلاً ان لا ينسى، ان يشارك في فعالياتها اصحاب الآراء السديدة والثقيلة.
الجواب الثالث: تريد ان تعرف رأيي في كيفية التطوير (تطوير الاغنية المحلية) اقول التطوير او مساعي التطوير يجب ان ترتبط بالمغني، وليس بالاغنية.
أرض مكناس
* ان ترتبط »مساعي التطوير« بالمغني لا بالاغنية. ماذا تقصد بهذا التعبير؟
** اقصد بهذا التعبير، وباختصار شديد جداً، وفي كلمات قليلة: ان (رأس الحربة) في قيادة الفن نحو النجاح والبروز هو الفنان ذاته، وليس اي شيء آخر، وفي ضوء هذه الحقيقة اقول اذا ما اردنا النهوض بالاغنية المحلية علينا بدعم الفنان (شخصيا) ليتجاوز كل معوقاته الذاتية، وعندما نجعل هذا الفنان (قوياً)، عندئذ ستتغلب هذه الاغنية على كافة مشاكلها بصورة تلقائية واوتوماتيكية. لا يمكن ان يجر العربة حصان مريض! ومن الصعب ان تسير السفينة بأشرعة مثقوبة! وليس بمقدور الحصان ان يقفز الحواجز دون ساق قوية!
اذا كان الفنان منهكاً تعباً ويائساً، واذا ما تركناه على هذه الحالة البائسة، فلن يكتب لجهود تطوير الاغنية اي نجاح، لان هذا النجاح لا يأتي عن طريق (الاكثار في اقامة الحفلات)! ولا عبر شراء (الكلمات) و(الالحان) بالشيكات ذات الارصدة الثقيلة!
* دعم الفنان المحلي أمر مطلوب، ولكن (خلجنة الاغنية) هدف سعت اليه (لجان التطوير) وبكل اخلاص وتفان، أليس ذلك عمل ايجابي يحسب لها؟
** للأسف هناك خلط في اذهان الكثيرين بين هوية الاغنية، وواقع الاغنية وهذان امران مختلفان تماماً وليس بينهما اية صلة! ازاءهما اقول ومنذ البداية - يجب ان نحدد موقفاً: اذا اردنا ان نناقش (هوية الاغنية) فهذه القضية بحاجة الى (جلسة خاصة) تطرق موضوعات الالحان والكلمات والموسيقى، وما شابهها، اما اذا اردنا مناقشة (واقع الاغنية) (جودة الاغنية) فهذا موضوع آخر بحاجة - هو الآخر - الى (جلسة خاصة) ينبغي ان تناقش، بل يتعين ان تقصر مناقشاتها على (ظروف الفنان) لانه، وكما ذكرت آنفاً (رأس الحربة) في اي عملية تطوير للاغنية.
على اية حال - وبالعودة الى لب سؤالك - ارى - شخصياً - ان (هوية الاغنية) لا تحدد - واقولها مجازاً - باللحن او الكلمات، بل بالفنان المؤدي لها، اقول ذلك استنادا الى حقيقة معينة، وهي ان اعدادا كبيرة من اغنياتنا الشهيرة (ذات الكلمات المصرية والمغربية والشامية) انتشرت في عرض وطول الوطن العربي بأعمال خليجية، وليس (على اساس جنسية كلماتها).
هذه حالة لمستها بنفسي في بلد مثل المغرب، فحين صعدت الى سيارة اجرة - في احدى سفراتي الى هذا البلد - فوجئت بترحاب شديد من قبل السائق، كل ذلك بفضل اغنية الفنان الكبير احمد الجميري، (شويخ من ارض مكناس)، فهذه الاغنية - حسب السائق - اوصلت الفن البحريني الى اقاصي غرب الوطن العربي رغم ان كلماتها ليست محلية.
اذا كنا نريد مستقبلاً مشرقاً وموفقاً للاغنية البحرينية علينا ان نربط هويتها بالفنان المحلي ذاته، وليس بلحن او كلمات، فحين نهيئ هذا الفنان على صورة سليمة، وعندما يغني - على سبيل المثال - بكلمات (موريتانية)، فانه - حتما - سيصل بفننا الى اهالي نواكشوط، وهذا مكسب غال ونفيس بالنسبة لنا.
السوق
* تؤسس لجان في بعض المناسبات للاشراف على (حفلات غنائية) ما رأيك في هذه اللجان؟
** في الوقت الذي اتطلع فيه صادقاً مخلصاً لان تؤدي هذه اللجان عملاً ناجحاً سيما اذا كانت مرتبطة باحياء ذكرى عزيزة على قلوبنا مثل ذكرى الاستقلال (العيد الوطني المجيد) اتمنى على هذه اللجان الابتعاد كل البعد عن (الاختيار العشوائي) لمجموعة المطربين المرشحين للمشاركة في هذه الفعالية او تلك (خصوصاً فعاليات العيد الوطني)، وعليها ان تعتمد في عمليات الترشيح والاختيار (معايير ومقاييس السوق)، اقصد بذلك - اذا كان لهذا الفنان اسم شهير معروف في السوق، فيجب ان يعتمد ذلك (كشهادة) تؤهله للمشاركة والعكس صحيح تماماً.
ماذا يحدث بخصوص هذه العملية الآن؟ اقولها بصراحة تامة: اللجان المشرفة على هذه الحفلات والفعاليات تستدعي لاحيائها عدداً هائلاً من الفنانين، دون انتقاد ترتكز على مقاييس علمية، والنتيجة؟ (ليالي فنية) ضعيفة لا تتناسب مع عظمة عيدنا الوطني المجيد.
شخصياً اقترح ان يقصر احياء حفلات العيد الوطني المجيد على الفنانين الكبار - اصحاب الصيت والشهرة - الى جانب مجموعة من الفنانين المبتدئين والشباب المعروفين فهذه مناسبة عزيزة وغالية لا ينبغي ان نتعامل معها بطريقة غير مناسبة.
كما اسجل ايضاً رأياً سلبياً في هذه اللجان فهي في عملية اختيار - الاغاني - كانت ولا تزال اسيرة (اذواق) و(ميول) اعضائها وهذا خطأ، فلربما لا يعجبك انت هذا اللون من الغناء، لكنه - قطعاً - يروق لغيرك، فاذا كنت لا تتلذذ بأكل (المضروبة على الربيان) غيرك سيتناولها - وبشراهة - حتى يسقط مغشياً عليه وكأنه (مطقوق) على رأسه بمطرقة!! ثقيلة ارجو واتمنى على الاساتذة الاجلاء اعضاء اللجان المذكورة ان يعوا هذه الحقيقة تماما، حتى لا يرتكبوا خطأ القاء اغنية في سلة المهملات وهي قد تكون مطلوبة (استهلاكياً) لعشرات الالوف من شعب البحرين.
الى جانب ذلك، لي ملاحظتان اثنتان على حفلات العيد الوطني المجيد - تحديداً - الاولى تتمثل في اشتراك اغان عاطفية في هذه الحفلات، وحبذا لو تقصر المشاركات على الاغاني الوطنية نظرا لطبيعة المناسبة، الثانية: نتطلع - نحن الفنانين - لان تتاح لنا فرصة تأدية الاغاني الوطنية على مدار العام، وليس في (ايام قلائل منه) فمملكة البحرين وطننا الحبيب والعزيز والغالي يستحق منا ان نغني له دائماً وابداً.
* هل لكم من كلمة اخيرة؟
** جهود تطوير الاغنية البحرينية لن تكتمل، ولن تصل الى اهدافها، ولن تسجل اي نجاح، اذا لم نعط اهتماما خاصا للفنانين البحرينيين الرواد - اصحاب الشهرة - امثال احمد الجميري، وخالد الشيخ، وهذا ما لم نفعله - وللاسف - حتى الآن، والنتيجة حرمان الجمهور من الاستمتاع بابداعات جديدة ومتواصلة - بشكل دائم - لهما.
لقد ظلمنا احمد الجميري وخالد الشيخ.
آخر تحديث للمقال في: 23-12-2004
ahmadabbass
New member
رد: الفنان حسام : ظلمنا الجميري وخالد الشيخ
حسام احمد صوت رائع سمعته في عمل وجوه؟اتمنى سماع اعماله الاخرى؟
حسام احمد صوت رائع سمعته في عمل وجوه؟اتمنى سماع اعماله الاخرى؟