يواجه نيللي في الحلقة الختامية الليلة:
خالد الشيخ: »إكس فاكتور« يؤجل تسجيل ألبومي
حاورته في بيروت - هناء علاء الدين:
إلى جانب الأعمال الفنية التي يقدمها للجمهور، أطل الفنان البحريني خالد الشيخ عبر برنامج ''إكس فاكتور'' كعضو في لجنة التحكيم، فزاد ظهوره من اقتناع الجمهور العربي برأيه وتقنيته العملية، كما زاد من محبيه لما يحمل من رؤية فنية ثاقبة من خلال اختياره لهواة مجموعته في البرنامج، ومع هذا لا يتطلع الفنان خالد الشيخ إلى المواهب على أنها ستكون ضمن مجموعته الفنية لأنه ليس المنتج الذي يستطيع أن يطلقها إلى فضاءات الغناء، بل يوجّه كلامه إلى شركة ''روتانا'' المنتجة للبرنامج لتساهم بوجود مقدرات فنية عالية.
في فنه لا يتوانى خالد الشيخ عن تقديم الأجمل والأفضل برأيه ورأي الجمهور، في ألبومه الأخير ''اسمي وميلادي'' الكثير من المواضيع الغنائية التي تمس الأحاسيس والعواطف، عبر الكلمة أو الموسيقى.
وفي لقائه مع ''الوطن'' فصّل خالد الشيخ ما هو الفن ودوره فيه واختياراته.
؟ كيف تقوم الحلقات الماضية من برنامج ''إكس فاكتور''؟
ألاحظ أن ''إكس فاكتور'' منذ بدايته حتى اليوم جعلنا ننحشر في زاوية أضيق، ويفاجئنا الجمهور كثيراً باختياراته إلى درجة ان التوقعات اصبحت غير مرئية وصعبة بالنسبة لنا، باعتقادي ان البرنامج يحصل على نسبة مشاهدة كبيرة وردات الفعل على البرنامج طيبة، واعتبر أن الأمور ستتعقد أكثر في النهاية لأن الأمور لأن الخيارات صارت أضيق.
؟ هل تجد أن ذوق الجمهور اختلف في اختيار الاغاني من عشر سنوات، بعدما وقفت هلا ورجاء أقوى الأصوات في منطقة الخطر؟
اعتقد ان هذه اللعبة الوحيدة التي يقرر فيها الجمهور أكثر ما يقرر فيها قانون، مثلاً لعبة كرة القدم فيها جمهور ولكنه لا يقرر شكل النتيجة، باعتقادي أن الجمهور يتعاطف بشكل عاطفي مع بعض الاشخاص ليس فقط لأصواتهم، بل لأشياء غير مفسّرة إلا عند الجمهور، لذلك تعرّضت هالة ورجاء لتكونا في منطقة الخطر، وكان وقوفهما غير متوقع، لذلك على الجمهور أن يركز أكثر على أن للصوت أهمية في البرنامج أكثر من اي شيء آخر.
؟ تدافع دائماً عن مجموعتك، وكل عضو من اللجنة يدافع عن مجموعته، نشعر ان هناك حرباً بينكم على الشاشة، هل التراشق الكلامي متفق عليه وكأنه سيناريو؟
ما يحصل أن هناك دور يفرض شكله علينا ويجب أن يدافع كل منا عن مجموعته، وخلال الحفلات يحاول كل واحد أن يبرز دوره في التعاطف مع جماعته، لذلك تنشأ الحوارات الثنائية التي قد تكون تراشقاً أو نقاشاً، وبرأيي ان هذا أعطى طعماً للبرنامج.
؟ ألا يؤثر الأمر عليكم خارج البرنامج؟
أبداً على الإطلاق.
؟ هل يمكن أن تتبنى أي فرد من مجموعتك بعدما يخرج من البرنامج؟
من تتبنى هي روتانا، فقد حصل المشتركون على تدريب بسيط وتوجيه من ناحيتي، كما أن غادة شبير تولت مسؤولية كبيرة جداً في إعدادهم واختيار الأغاني وتدريبهم عليها، ومعالجة بعض المشاكل المتعلقة بالنطق والأصوات، وكارلا طيار اهتمت بالشكل، ولكن جهة التبني يجب أن تكون روتانا التي حصلت على خلاصة أصوات جميلة يفترض أن تدعمها.
؟ هل أثر برنامج إكس فاكتور على نشاطك الآخر من الحان وتسجيل وحفلات أو تصوير برامج؟
اثر على إعدادي لألبومي الذي تأخر تسجيله، ولكنني صورت كمية برامج كثيرة أثناء وجودي في بيروت، وأجريت لقاءات صحفية عديدة، وفي المقابل ايضاً تأخرت بعض مشاريع التعاون بين أصدقائي وصديقاتي الفنانين، وقريباً سأقدمها.
؟ هل وجدت فرصة وجودك في بيروت لتتعاون مع شعراء وملحنين لبنانين؟
أتعرف على الشعراء من خلال المكتبات واشتري بعض الكتب للشعراء اللبنانين وهناك علاقة تربطني بالشاعر طلال حيدر وقد يحصل بيننا تعاون سيكون مفاجأة للجمهور.
؟ في الماضي وصل خالد الشيخ للعالم العربي وللمشرق وبيروت عبر أغنية ''عيناك'' قبل أن تصل صورته، هل تجد اليوم أنه إذا لم يكن هناك صورة قبل الصوت فلن يصل الفنان؟
باعتقادي ان الصورة الآن مهمة من ناحية وغير مهمة من ناحية أخرى. فالصورة اولاً كاشفة وفي الوقت نفسه معرّية، توصل وتقتل، تذكّر وتنسّي لأن الحرب من جانبين، فعندما يصل الفنان الى الشاشة يكون كشف نفسه وحرقها، فيجب أن يستغل فترة الهواء ليبقى في ذاكرة الناس بقدر امكانه، لأن كمية التدفق البصري لن تترك للناس فرصة ليتذكروا ماذا قال خالد الشيخ الاسبوع الماضي، لأن هناك عشرات غيره يقولون في اليوم نفسه كلاماً مختلفاً، لذلك الحرب هي للصور والدول التي لا تجيد حرب الصور تتأخر، ونحن في البحرين لا نجيد حرب الصور، فأنا باستطاعتي أن أبيع شيئاً في البحرين عن طريق الصورة وليس عن طريق الصوت، لنأخذ هيفاء وهبي مثلاً فهي منتج تلفزيوني بحت، وتعتبر من أنجح الناس الذين تعاملوا مع الصورة، ولا يهم إذا كان صوتها جميل ام لا، لكنها موجودة ويحتاج الناس الى رؤيتها.
؟ ولكن الى متى؟
الى ان تنتهي طاقاتها التسويقية، وتستفيد منها صناعة الأزياء والمطاعم والحفلات والرياضة، وتقضي عليها، فنتنهي ويأتي غيرها.
؟ هل هذه الأسباب هي التي دفعتك لتكون حذراً في تقديمك للصورة وقلة بالظهور في الأغنية المصورة؟
ليس هناك حذر بل قلة الأغاني المصورة ليس مني بل من إنتاج روتانا، أنا سلعة وصناعة الموسيقى تراني كسلعة، ويبحثون كيف يبيعوني ويسوّقون لي، وبعدها تأتي القيمة، اي أن الامر حصل بالعكس، وأنا لا أظهر كثيراً في التلفزيون لأنني لا احصل على فرصة تصوير أغنيات كما يحصل عليها غيري، وعلي ان اقاتل لحصول على هذه الفرصة وهذا ما يحصل، ففي البومي الذي سبق ''صباح الليل'' صورت اغنيتين منه وكان من المفروض أن اصور ثلاث أغنيات، والبومي الجديد ''اسمي وميلادي'' الذي صدر منذ ستة اشهر صورت اغنيتين منه فقط، ولست انا السبب، انا اقاتل لكي أصور اغنية ثالثة.
؟ نلاحظ أن الفنان البحريني تحديداً لا يستطيع الوصول بسهولة لا الى الخليج ولا الى دول المشرق، وخالد الشيخ وصل قبل غيره من خلال الأغنية والإعلام، على مَن الحق على الفنان أم على الإعلام؟
أعوّل أولاً على الفنان، أو على الشخص قبل أن يصبح فناناً يوجد عنده مهارة او طاقة أو رغبة وعنده الحافز بأن يقاتل، عندما كنا نقاتل نحن كنا في معركة فيها القليل من الناس، واليوم اصبح عددنا كبيراً، فأنا وجيلي انتصرنا في فترة الثمانينات وحققنا موقعاً، وفي بداية التسعينات بدأت الأمور تتزحزح لصالح القادمين الجدد الى نفس المنطقة بوسائل اإتصال، ووصلت الاغنية بطريقة أسهل وتعددت مصادر الإستماع الى الموسيقى، وحصل ان الجيل الذي كان مثبّت نفسه في الثمانيات اختلط مع الجيل القادم وصار كل واحد يحاول أن يجرّ الثاني له، ونحن كجيل نحب أن نحتفظ باشياء جميلة قدمناها، ولكن هناك اتجاه مدعوم من قبل السوق ورأس المال، لتخريب كل شيء جميل حصل في تلك الفترة.
ولا نستطيع ان نقول إن البحرين مفصولة عن كل ما يحصل حولها، ولكن باعتقادي أن البحرينيين الذين يعملون في هذا المجال ينقصهم القوة والمبادرة والعزيمة، ويجب ان يعملوا لأنني هكذا عملت، وعليهم ان يجيدوا التواصل بشكل جيد مع الآخرين من صحافة وتلفزيون وإذاعة ومراكز قرار في الوسط الفني، وهكذا يستطيع الفنان أن يثبت نفسه، ولكن أن يقول باستمرار إن الدولة ليست ساحة ووزارة الإعلام ليست ساحة، فهذا موضوع آخر، ممكن أن تكون الدولة مريضة ولكن أن يكون لدينا الفنانين اصحاء.
؟ ولكن شركات الإنتاج لديها دور اكبر، فهناك فنانون مثلك مع شركات إنتاج مثل روتانا ولكنهم لا ينالون الدعم الذي تعطيه لأليسا مثلاً أو لكاظم أو لنجوى كرم، لماذا؟
هذا يعود حسب المردود، بالنسبة لهم كشركة تجارية تعتبر روتانا أكبر شركة في العالم كله، لأنها تعطي فرصة لكثير من الاصوات ليجبروا أنفسهم، وتعطيهم فرص أخرى بعقود تمتد أحياناً الى سنوات، في وقت ان شركات الغرب او أوروربا أو أمريكا لا يعملون بهذه الطريقة، حيث من الصعب ان يحقق الفنان إتفاق مع شركة لتنتج له البوماً لا يعطونه غير ثمن الالبوم، ويرون نسبة مبيعاته، وإذا كان جيداً يسير معهم وإذا لم يحقق نجاحاً يخرج.
؟ ألا يزيد الإعلان الذي تقدمه الشركات من نسبة المبيعات؟
ليس دائماً فهناك الكثير من السلع يقدم لها إعلاناً مكثفاً وتفشل. فثمانين في المئة مما ينتج في أمريكا او اوروبا بعد الإعلانات يفشل، وصحافة تغلق مكاتبها وكتب لا تبيع، لذلك قدموا ''بيست سليرز'' ليكون هناك جذب للناس، كأن يبيعوا قصص ''بيست سيلرز'' لشكسبير والى جانبه هناك ''سي دي'' لخالد الشيخ، فعلى حس شكسبير يباع خالد ومحمد وكاظم وأحمد. مثلاً يباع ألبوم كاظم ومعه هاتف جوال جديد، أو نضع البوم أليسا ومعها نظارة جديدة ملفوفين معاً بغلاف جميل.
؟ انتقد البعض أداء خالد الشيخ باللهجة المصرية ولم يكن الألبوم كله خليجي؟
الأغنية مصرية كاملة من ناحية الغناء والإيقاع ايضاً. أنا نوعت كثيراً في الالوان الغنائية، وليس لدي لهجة خليجية محددة، فأغنية ''آبيك'' هي من اللون السعودي العميق وكلماتها لا تستخدم بشكل مبسط، ليس لدي مشكلة باللهجة إن كانت الأغنية سعودية او فلسطينية أو ألمانية الأهم أن اقدم فناً. فلو كنت أتقن اللغات الفرنسية أو الفلبينية لغنيتها، أتمنى أن أغني اللهجة اللبنانية ولكنني لا أعرف كيف أجيدها. لدي قصيدة لشاعر لبناني اسمه صالح هواري، أتمنى أن اغنيها، وتقول كلماتها: ''بدكم شباب يفز عا دراج القمر/ للأرض يحمي ترابها ويصونها/ يا ناس شيلوا البنت من خلف البقر/ واستقبلوا طلاتها مثل الصبي/ وشيلوا الغشاوة عن رموش عيونها'' وهي أغنية قديمة ولا اعرف إذا كان الشاعر حي يرزق، ولحن هذه الأغنية خليجي، وهكذا أكون قد قدمت شيئاً جميلاً بين الخليجي واللبناني.
؟ هل لديك مشاريع مع فنانين لبنانين للتلحين؟
لغاية الآن لا. كان هناك مشروع تعاون بيني وبين أليسا عن طريق طرف ثالث ولم يحصل الأمر.
؟ تحضر الآن للعمل الجديد، لمن النصوص التي بين يديك؟
لدي نصوص كثيرة ولكنها ليست لأحد، ولدي أفكار لحنية كثيرة ولكن لغاية الآن لم اضف إليها نصوصاً، مثلاً لدي نص ''أم الاسير'' لأبي فراس الحمداني وهي قصيدة رائعة وإذا أنجزتها بودّي ان اسمي ألبومي القادم ''أم الأسير''، ولدي إحدى قصائد لقاسم حداد بعنوان ''أخبار مجنون'' وسأختار أحد العنوانين
خالد الشيخ: »إكس فاكتور« يؤجل تسجيل ألبومي
حاورته في بيروت - هناء علاء الدين:
إلى جانب الأعمال الفنية التي يقدمها للجمهور، أطل الفنان البحريني خالد الشيخ عبر برنامج ''إكس فاكتور'' كعضو في لجنة التحكيم، فزاد ظهوره من اقتناع الجمهور العربي برأيه وتقنيته العملية، كما زاد من محبيه لما يحمل من رؤية فنية ثاقبة من خلال اختياره لهواة مجموعته في البرنامج، ومع هذا لا يتطلع الفنان خالد الشيخ إلى المواهب على أنها ستكون ضمن مجموعته الفنية لأنه ليس المنتج الذي يستطيع أن يطلقها إلى فضاءات الغناء، بل يوجّه كلامه إلى شركة ''روتانا'' المنتجة للبرنامج لتساهم بوجود مقدرات فنية عالية.
في فنه لا يتوانى خالد الشيخ عن تقديم الأجمل والأفضل برأيه ورأي الجمهور، في ألبومه الأخير ''اسمي وميلادي'' الكثير من المواضيع الغنائية التي تمس الأحاسيس والعواطف، عبر الكلمة أو الموسيقى.
وفي لقائه مع ''الوطن'' فصّل خالد الشيخ ما هو الفن ودوره فيه واختياراته.
؟ كيف تقوم الحلقات الماضية من برنامج ''إكس فاكتور''؟
ألاحظ أن ''إكس فاكتور'' منذ بدايته حتى اليوم جعلنا ننحشر في زاوية أضيق، ويفاجئنا الجمهور كثيراً باختياراته إلى درجة ان التوقعات اصبحت غير مرئية وصعبة بالنسبة لنا، باعتقادي ان البرنامج يحصل على نسبة مشاهدة كبيرة وردات الفعل على البرنامج طيبة، واعتبر أن الأمور ستتعقد أكثر في النهاية لأن الأمور لأن الخيارات صارت أضيق.
؟ هل تجد أن ذوق الجمهور اختلف في اختيار الاغاني من عشر سنوات، بعدما وقفت هلا ورجاء أقوى الأصوات في منطقة الخطر؟
اعتقد ان هذه اللعبة الوحيدة التي يقرر فيها الجمهور أكثر ما يقرر فيها قانون، مثلاً لعبة كرة القدم فيها جمهور ولكنه لا يقرر شكل النتيجة، باعتقادي أن الجمهور يتعاطف بشكل عاطفي مع بعض الاشخاص ليس فقط لأصواتهم، بل لأشياء غير مفسّرة إلا عند الجمهور، لذلك تعرّضت هالة ورجاء لتكونا في منطقة الخطر، وكان وقوفهما غير متوقع، لذلك على الجمهور أن يركز أكثر على أن للصوت أهمية في البرنامج أكثر من اي شيء آخر.
؟ تدافع دائماً عن مجموعتك، وكل عضو من اللجنة يدافع عن مجموعته، نشعر ان هناك حرباً بينكم على الشاشة، هل التراشق الكلامي متفق عليه وكأنه سيناريو؟
ما يحصل أن هناك دور يفرض شكله علينا ويجب أن يدافع كل منا عن مجموعته، وخلال الحفلات يحاول كل واحد أن يبرز دوره في التعاطف مع جماعته، لذلك تنشأ الحوارات الثنائية التي قد تكون تراشقاً أو نقاشاً، وبرأيي ان هذا أعطى طعماً للبرنامج.
؟ ألا يؤثر الأمر عليكم خارج البرنامج؟
أبداً على الإطلاق.
؟ هل يمكن أن تتبنى أي فرد من مجموعتك بعدما يخرج من البرنامج؟
من تتبنى هي روتانا، فقد حصل المشتركون على تدريب بسيط وتوجيه من ناحيتي، كما أن غادة شبير تولت مسؤولية كبيرة جداً في إعدادهم واختيار الأغاني وتدريبهم عليها، ومعالجة بعض المشاكل المتعلقة بالنطق والأصوات، وكارلا طيار اهتمت بالشكل، ولكن جهة التبني يجب أن تكون روتانا التي حصلت على خلاصة أصوات جميلة يفترض أن تدعمها.
؟ هل أثر برنامج إكس فاكتور على نشاطك الآخر من الحان وتسجيل وحفلات أو تصوير برامج؟
اثر على إعدادي لألبومي الذي تأخر تسجيله، ولكنني صورت كمية برامج كثيرة أثناء وجودي في بيروت، وأجريت لقاءات صحفية عديدة، وفي المقابل ايضاً تأخرت بعض مشاريع التعاون بين أصدقائي وصديقاتي الفنانين، وقريباً سأقدمها.
؟ هل وجدت فرصة وجودك في بيروت لتتعاون مع شعراء وملحنين لبنانين؟
أتعرف على الشعراء من خلال المكتبات واشتري بعض الكتب للشعراء اللبنانين وهناك علاقة تربطني بالشاعر طلال حيدر وقد يحصل بيننا تعاون سيكون مفاجأة للجمهور.
؟ في الماضي وصل خالد الشيخ للعالم العربي وللمشرق وبيروت عبر أغنية ''عيناك'' قبل أن تصل صورته، هل تجد اليوم أنه إذا لم يكن هناك صورة قبل الصوت فلن يصل الفنان؟
باعتقادي ان الصورة الآن مهمة من ناحية وغير مهمة من ناحية أخرى. فالصورة اولاً كاشفة وفي الوقت نفسه معرّية، توصل وتقتل، تذكّر وتنسّي لأن الحرب من جانبين، فعندما يصل الفنان الى الشاشة يكون كشف نفسه وحرقها، فيجب أن يستغل فترة الهواء ليبقى في ذاكرة الناس بقدر امكانه، لأن كمية التدفق البصري لن تترك للناس فرصة ليتذكروا ماذا قال خالد الشيخ الاسبوع الماضي، لأن هناك عشرات غيره يقولون في اليوم نفسه كلاماً مختلفاً، لذلك الحرب هي للصور والدول التي لا تجيد حرب الصور تتأخر، ونحن في البحرين لا نجيد حرب الصور، فأنا باستطاعتي أن أبيع شيئاً في البحرين عن طريق الصورة وليس عن طريق الصوت، لنأخذ هيفاء وهبي مثلاً فهي منتج تلفزيوني بحت، وتعتبر من أنجح الناس الذين تعاملوا مع الصورة، ولا يهم إذا كان صوتها جميل ام لا، لكنها موجودة ويحتاج الناس الى رؤيتها.
؟ ولكن الى متى؟
الى ان تنتهي طاقاتها التسويقية، وتستفيد منها صناعة الأزياء والمطاعم والحفلات والرياضة، وتقضي عليها، فنتنهي ويأتي غيرها.
؟ هل هذه الأسباب هي التي دفعتك لتكون حذراً في تقديمك للصورة وقلة بالظهور في الأغنية المصورة؟
ليس هناك حذر بل قلة الأغاني المصورة ليس مني بل من إنتاج روتانا، أنا سلعة وصناعة الموسيقى تراني كسلعة، ويبحثون كيف يبيعوني ويسوّقون لي، وبعدها تأتي القيمة، اي أن الامر حصل بالعكس، وأنا لا أظهر كثيراً في التلفزيون لأنني لا احصل على فرصة تصوير أغنيات كما يحصل عليها غيري، وعلي ان اقاتل لحصول على هذه الفرصة وهذا ما يحصل، ففي البومي الذي سبق ''صباح الليل'' صورت اغنيتين منه وكان من المفروض أن اصور ثلاث أغنيات، والبومي الجديد ''اسمي وميلادي'' الذي صدر منذ ستة اشهر صورت اغنيتين منه فقط، ولست انا السبب، انا اقاتل لكي أصور اغنية ثالثة.
؟ نلاحظ أن الفنان البحريني تحديداً لا يستطيع الوصول بسهولة لا الى الخليج ولا الى دول المشرق، وخالد الشيخ وصل قبل غيره من خلال الأغنية والإعلام، على مَن الحق على الفنان أم على الإعلام؟
أعوّل أولاً على الفنان، أو على الشخص قبل أن يصبح فناناً يوجد عنده مهارة او طاقة أو رغبة وعنده الحافز بأن يقاتل، عندما كنا نقاتل نحن كنا في معركة فيها القليل من الناس، واليوم اصبح عددنا كبيراً، فأنا وجيلي انتصرنا في فترة الثمانينات وحققنا موقعاً، وفي بداية التسعينات بدأت الأمور تتزحزح لصالح القادمين الجدد الى نفس المنطقة بوسائل اإتصال، ووصلت الاغنية بطريقة أسهل وتعددت مصادر الإستماع الى الموسيقى، وحصل ان الجيل الذي كان مثبّت نفسه في الثمانيات اختلط مع الجيل القادم وصار كل واحد يحاول أن يجرّ الثاني له، ونحن كجيل نحب أن نحتفظ باشياء جميلة قدمناها، ولكن هناك اتجاه مدعوم من قبل السوق ورأس المال، لتخريب كل شيء جميل حصل في تلك الفترة.
ولا نستطيع ان نقول إن البحرين مفصولة عن كل ما يحصل حولها، ولكن باعتقادي أن البحرينيين الذين يعملون في هذا المجال ينقصهم القوة والمبادرة والعزيمة، ويجب ان يعملوا لأنني هكذا عملت، وعليهم ان يجيدوا التواصل بشكل جيد مع الآخرين من صحافة وتلفزيون وإذاعة ومراكز قرار في الوسط الفني، وهكذا يستطيع الفنان أن يثبت نفسه، ولكن أن يقول باستمرار إن الدولة ليست ساحة ووزارة الإعلام ليست ساحة، فهذا موضوع آخر، ممكن أن تكون الدولة مريضة ولكن أن يكون لدينا الفنانين اصحاء.
؟ ولكن شركات الإنتاج لديها دور اكبر، فهناك فنانون مثلك مع شركات إنتاج مثل روتانا ولكنهم لا ينالون الدعم الذي تعطيه لأليسا مثلاً أو لكاظم أو لنجوى كرم، لماذا؟
هذا يعود حسب المردود، بالنسبة لهم كشركة تجارية تعتبر روتانا أكبر شركة في العالم كله، لأنها تعطي فرصة لكثير من الاصوات ليجبروا أنفسهم، وتعطيهم فرص أخرى بعقود تمتد أحياناً الى سنوات، في وقت ان شركات الغرب او أوروربا أو أمريكا لا يعملون بهذه الطريقة، حيث من الصعب ان يحقق الفنان إتفاق مع شركة لتنتج له البوماً لا يعطونه غير ثمن الالبوم، ويرون نسبة مبيعاته، وإذا كان جيداً يسير معهم وإذا لم يحقق نجاحاً يخرج.
؟ ألا يزيد الإعلان الذي تقدمه الشركات من نسبة المبيعات؟
ليس دائماً فهناك الكثير من السلع يقدم لها إعلاناً مكثفاً وتفشل. فثمانين في المئة مما ينتج في أمريكا او اوروبا بعد الإعلانات يفشل، وصحافة تغلق مكاتبها وكتب لا تبيع، لذلك قدموا ''بيست سليرز'' ليكون هناك جذب للناس، كأن يبيعوا قصص ''بيست سيلرز'' لشكسبير والى جانبه هناك ''سي دي'' لخالد الشيخ، فعلى حس شكسبير يباع خالد ومحمد وكاظم وأحمد. مثلاً يباع ألبوم كاظم ومعه هاتف جوال جديد، أو نضع البوم أليسا ومعها نظارة جديدة ملفوفين معاً بغلاف جميل.
؟ انتقد البعض أداء خالد الشيخ باللهجة المصرية ولم يكن الألبوم كله خليجي؟
الأغنية مصرية كاملة من ناحية الغناء والإيقاع ايضاً. أنا نوعت كثيراً في الالوان الغنائية، وليس لدي لهجة خليجية محددة، فأغنية ''آبيك'' هي من اللون السعودي العميق وكلماتها لا تستخدم بشكل مبسط، ليس لدي مشكلة باللهجة إن كانت الأغنية سعودية او فلسطينية أو ألمانية الأهم أن اقدم فناً. فلو كنت أتقن اللغات الفرنسية أو الفلبينية لغنيتها، أتمنى أن أغني اللهجة اللبنانية ولكنني لا أعرف كيف أجيدها. لدي قصيدة لشاعر لبناني اسمه صالح هواري، أتمنى أن اغنيها، وتقول كلماتها: ''بدكم شباب يفز عا دراج القمر/ للأرض يحمي ترابها ويصونها/ يا ناس شيلوا البنت من خلف البقر/ واستقبلوا طلاتها مثل الصبي/ وشيلوا الغشاوة عن رموش عيونها'' وهي أغنية قديمة ولا اعرف إذا كان الشاعر حي يرزق، ولحن هذه الأغنية خليجي، وهكذا أكون قد قدمت شيئاً جميلاً بين الخليجي واللبناني.
؟ هل لديك مشاريع مع فنانين لبنانين للتلحين؟
لغاية الآن لا. كان هناك مشروع تعاون بيني وبين أليسا عن طريق طرف ثالث ولم يحصل الأمر.
؟ تحضر الآن للعمل الجديد، لمن النصوص التي بين يديك؟
لدي نصوص كثيرة ولكنها ليست لأحد، ولدي أفكار لحنية كثيرة ولكن لغاية الآن لم اضف إليها نصوصاً، مثلاً لدي نص ''أم الاسير'' لأبي فراس الحمداني وهي قصيدة رائعة وإذا أنجزتها بودّي ان اسمي ألبومي القادم ''أم الأسير''، ولدي إحدى قصائد لقاسم حداد بعنوان ''أخبار مجنون'' وسأختار أحد العنوانين