كلمات قصيدة ( قهوتي بارده ) من جديد خالد الشيخ

قهوتي باردة

قهوتي باردة
ويدي بارده
وحبيبي خطوة في المطر
وخطى في انتظار تضيء
مر الهواء على يدي
وعلى خطاه
ضحكت يدي
ورأيته
فمتى اراه
يا ليتني كنت الطريق
وليتني كنت خطاه

......

مطر ومظلتي
في الركن مطوية
مطر على صمتي
يبلل فكرتي في
مطر على كتبي واوراقي التي ابتلت
مطر على طول السماء ، وعلى يدي شلت
مطر على ناس
هنا عبروا
تركوا مظلات هنا
وتركت انتظر
وحبيبي ما تزال خطاه تجيء
قهوتي باردة


شعر : نوري الجراح
 

حرف آخر

New member


نوري الجرَّاح
غربة الشاعر .. وشاعر الغربة !

شاعر مسكون بكل ما هو جميل ، مع النصّ ومع الأصدقاء ، ومع الأماكن التي يقصدها قسراً لتنتمي إليه فيدهشها وتدهشه . يكتب بألق كلَّما دعته الكتابة إلى ضوئها في جهات صارت ممكنة الدخول عنوة ، فهو في امتياز الشعر يعتني بقصائده ، ومع الصحافة يكتب النقد والمقالة في صميم معرفته الموسوعية بكل ما هو تاريخي وتراثي وحضاري ، ويجمع حوله الأصدقاء ، في شتاتهم ، وفي أوطانهم ، يصادف أحلامهم بالمدن والقصائد المشتهاة ، ويمضي خفيفاً على الأرض بخطاه التي تزهو بلا كسل بين العواصم بالرغم من حنينها لوثبة الطفولة في أزقّة أحياء دمشق القديمة التي كانت كلَّما مرَّ على شبيهتها في الدنيا بكى واستدرك أن لا دمشق أخرى في الدنيا .

__________________________________________________________

يمثِّل الشاعر نوري الجرَّاح ، السوري الأصل ، التائه بين القارات ، واحداً من الجيل الذي أحدث حراكاً وتحولاً في القصيدة العربية الجديدة منذ مطلع ثمانينات القرن الماضي ، فهو ليس منتجاً للشعر فقط بل هو معلِّق ومحاور نشط ومدافع عن تيارات القصيدة الجديدة . وُلد في دمشق وعاش في بيروت وقبرص ولندن ، وهو يقيم الآن في أبوظبي . صدرت له المجموعات التالية: ( مجاراة الصوت 1988 - نشيد صوت 1990 - طفولة موت 1992 - كأس سوداء 1993 - القصيدة والقصيدة في المرآة 1995 - صعود إبريل 1995 ، ومؤخراً ( حدائق هاملت ) .

شارك مع رياض الريس وزكريا تامر وأنسي الحاج في العام 1988 في تأسيس مجلة ( الناقد) كما أسَّس في لندن العام 1993 مجلة ( الكاتبة ) التي صدرت كأول مجلة شهرية عربية تُعنى بثقافة المرأة وتحوَّلت إلى منبر حرّ فتحت من خلاله أصعب الملفات المتعلِّقة بالمرأة في الثقافة العربية . أسس في قبرص العام 1999 مجلة (القصيدة) لتكون منبراً حراً للشعر العربي الحديث والأفكار حول الشعر ونقده . أشرف منذ عامين على القرية الإلكترونية في أبوظبي وأصدر موقع " الوراق" ويعمل حالياً بالتعاون مع الشاعر محمد السويدي على إصدار مائة رحلة عربية إلى العالم عبر مشروع ثقافي متكامل في أبوظبي تحت اسم ( ارتياد الآفاق ) .

يقول نوري الجرَّاح عن علاقات الزمن بالقصيدة ( نشري الشعر غير مرهون على الإطلاق بزمن كتابته لأنني قد أكتب قصيدة تبقى في الدرج لعشرة أعوام وقد أكتب قصيدة أنشرها غداً . المسألة مرهونة باعتبارات جمالية، ومرتبطة بإحساس خاص له في كل مرة تجلٍّ. وهناك أيضاً اعتبارات مزاجية تتدخل في الأمر. مجموعتي الشعرية الثانية ( مجاراة الصوت ) صدرت بعد ست سنوات من مجموعتي الأولى ( الصبي ). وبين كتاب وآخر غالباً ما تنهض مسافة من السنوات ربما هي سنوات مراجعة وتأمل في النصوص. وهي فرصة مفتوحة الشَّك في الصنيع الشعري قبل الأخذ بأثره، والتسليم بهذا الأثر ) .

وعن العلاقة الآسرة بالشعر كحالة سكن وحالة بوح ، يستعيد نوري الجرَّاح مجد ذلك الفرح الحزين الذي أشعل فيه القصيدة ، فكان للآخر دائماً ، المصحوب باحتواء الأسئلة ، كل ذلك الأسر الذي كان يعيده باستمرار إلى تلك الحالات .. ( كنتُ وما أزال أكتب شعري من خلاله آخر متعيَّن ، في سنة قريبة مضت عندما فقدت هذا الآخر بصورة دراماتيكية ، شعرتُ كما لو أن نافذتي على معرفة بصنيعي الشعري الذي يمتلك قدراً ضرورياً من اليقين للنشر. ظلَّت غرفتي مظلمة لسنوات ثلاث لم أكتب خلالها سطراً شعرياً واحداً ، ولم أتمكَّن أيضاً من مراجعة ما كتبت حتى يكون في وسعي نشره في كتاب.
باختفاء آخري الذي هو ( أنا ) أخرى لي ، لم يعد في وسعي أن أكون موجوداً شعرياً للأسف . هكذا درّبتُ نفسي خلال سنوات الكتابة على استقبال العالم والسفر فيه من خلال آخر، وصرتُ مستلبَاً و مسروقاً إلى عالمي ، وعائداً منه صحبة هذا الآخر.

هذا الآخر صار علّتي ، كائني الذي أقيس به وجودي ، فلا وجود للشعر من دونه . ربما كنتُ أرى فيه ما ليس فيه والسبب أني كنتُ أرى العالم من خلاله . كان الصورة الممتلئة والإطار الفارغ أيضاً . الإطار الذي ملأه شعري بشتى الصور. هي طريقة في رؤية الوجود وعيشه معاً ، وتقدير الكائن وحياتنا معه هي أيضاً طريقة في حب المرأة وحب الصديق وحب القرين الماثل فيهما ) . ويضيف الجرَّاح قائلاً : ( .. في الشعر أنا هذا الشاعر التجريدي جداً ، لكن قصائدي تتطلع ، في أكثر مناطقها قوة ، إلى هذا البعد الرومانطيقي الكامن في الانطباع . أحاول التعبير عن نفسي في مشابهة كهذه ولا أستطيع أن أتخيل شاعراً متيناً تنتمي نصوصه إلى المتانة إلاّ ويكمن وراء قصيدته قاتل ، أو في أحسن الأحوال شخص بلا قلب.)

والجراح ينتمي في هذه الحال إلى ذلك الشيء الغامض في الوجود ، اللاوجود ، والمُطلَق في الوجود . بمعنى أنه ضحية قسوة هذا الآخر الموجود مع هذا الآخر في التماهي ، وهما معاً يشكِّلان تناصّ في الجوهر .. يقول : ( إنني أنتمي إلى الناقص في الأشياء لأنه إنساني أكثر، وإلى الضعف لأنه حقيقي أكثر، ولأن له قوته غير المنظورة وقدرته على إخضاعنا خصوصاً عندما يكون له ذلك الضوء. أوليست الحداثة في الفن نقيض المتانة في الحياة، نقيض التسلُّط والهيمنة والقسوة . عندي أنا شاعراً مثل " صلاح عبد الصبور" في ديوانه " الناس في بلادي " أكثر حداثة من أدونيس في ديوانه " شهوة تتقدَّم في خرائط المادة " لماذا ؟ لأن الأول يعكس في شعره صوت الإنسان الضعيف الهشّ في مدينة كبيرة ، وهو ابن الرِّيف الحزين المنكسِر الضعيف أمام سطوة المدينة، الجالس في المقهى متأملاً ومتشوِّقاً إلى عالم أكثر إنسانية . وما دمنا في الأمثلة فالماغوط عندي شاعر حديث جداً إلى جانب كونه أعلى صوت احتجاجي في الشعر العربي . أمل دنقل أيضاً صوت شعري مهم جداً ولم يستدخل بصورة جدية في الشعرية العربية الحديثة عبر قراءات الشعراء الجدد ) .




ماسبق هو منقول طبعا من المجلة الجامعية للثقافة والعلوم
الشاعر نوري الجراح و هو مدير مشروع ارتياد الآفاق في القرية الإلكترونية في أبوظبي
حاليا على مااتذكر
 
الله عليك يا(حرف آخر) مميز ونقلك مميز..

اشهد بأنك إضافه جميله ومميزه لمنتدانا الآمن بالحب والفن معا.

شكرا من الإعماق على مجهودك ..تقبل تحياتي
 
أعلى