من صنع أوهامك
دخلت هنا كي أقرأ الأشعار .. وأعقب متى ما تسنى ذلك .. لكنني وجدت هنا ما هو من منقولك وليس من كتاباتك فآثرت الصمت عن الشعر .
أما بالنسبة للتصميم .. فلي تعقيب بسيط إن سمحت لي سيدي ..
عنوان النص له دلالات مختلفة يجب على كاتب النص الالتفات إليها - وقلما يحدث ذلك - وهي دلالات تختلف في كونها إما :
1 ) مضللة للمتلقي ، وهنا يعي الكاتب أنه يود أن يبعد المتلقي عن ما سيكشفه له النص لاحقا، كي يسبب له نوعا ما صدمة أو مفاجأة يرمي لها الكاتب.
2 ) مفتاح للملتقي ، وهنا يكون العنوان بمثابة مدخل للنص يشي للقارئ ببعض مما يكمن فيه.
3 ) لا هذا ولا ذاك، أي أن الكاتب يقوم بعنونة النص - سواء قبل أو بعد كتابته ، فذلك لا يهم - ويكون وجود هذا العنوان كعدمه. أي أنه تحصيل حاصل فقط كي لا يظل النص من غير عنوان. وكثير من الكتاب من لا يلتفت إلى أهمية العنوان والدلالات والإيحاءات التي يحملها.
بالنسبة لـ " تاج الحزن " فمفردة تاج ، توحي بالعلو وبقمة الشئ، برأسه إن شئت. والحركة الدرامية في تصميم العنوان ، تعطي دلالة واضحة وهي أن " تاج الحزن " يتهاوى. وأزعم أن هذه الحركة لا تتماشى مع ما تطرحه " شهرزاد " في النص فهي متوجة بالحزن الذي يطبق عليها. لنعد للدلالات التي تحدثت عنها أعلاه، فكما يبدو أن العنوان الحالي " تاج الحزن " هو عنوان مركب أرادت به الشاعر صورة مجازية لتسلط الحزن فأسندت له كلمة تاج . وهذا يدخل في الدلالة الثانية أي أنه مفتاح للتلقي.
أما لو كانت الكاتبة تود تضليل القارئ مثلا، وعنونت النص " تاج الفرح " ، لكان اختيارك للتصميم موفقا مئة بالمئة ، حيث ان تاج الفرح قد تهاوى بعد ما خلفه الحزن / الفراق / الموت.
اختيارك للموسيقى مؤلم ... متوافقا مع ما تسرده الكاتبة.
لجهدك الجميل ألف تحية، ولسعة صدرك أكثر من ذلك.
الرويحي